اكتشفي ذاتك(2)

اكتشفي ذاتك(2)
كيف تكتشفين ذاتك؟

كيف تتعرفين على قدراتك لتحددي دورك في الحياة؟

تعالي نتعرف معاً على خطوات هذا الطريق ...

أولا: الرغبة في اكتشاف الذات

أول خطوة هي أن تكون لديك " رغبة " في اكتشاف ذاتك ..

هل تعلمين متى تتولد هذه الرغبة؟!

يمكن أن تتولد الآن ..

· إذا استشعرت الثواب العظيم الذى ستنالينه عندما توجهين قدراتك للأعمال الصالحة ليس من العبادات والصلوات فقط، بل أيضاً من نشر الخير والنفع لمن حولك ..

· إذا علمت أن كل عمل تقدمينه لغيرك يكون لك ثوابه وكذلك ثواب كل من عمل به أو استفاد منه إلى يوم القيامة ..

· إذا بحثت عن النماذج الناجحة المؤثرة من حولك أو من التاريخ وتمنيت أن تكوني مثلهم في الدنيا والآخرة ..

· إذا توقفتِ عند الفشل الذى مر بك وتذكرت مرارته التى تجرعتها فقررت ألا تعيشي هذه اللحظات مرة أخرى ..

· إذا ملأك الشعور بالمسؤولية تجاه نفسك ودينك ومجتمعك فقررت ألا تكوني مع حزب السلبيين الفارغين بل تكوني مع قافلة الإيجابيين المنتجين النافعين ..

· إذا تولدت لديك هذه " الرغبة " فاعلمي أن ...

طريق اكتشافك لذاتك قد بدأ ..

يقول تعالى :" فاستبقوا الخيرات "

ويقول سبحانه وتعالى :" فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره "

ويقول:" من عمل صالحاً فلنفسه"

ثانياً: لا تحقرنّ من " القدرات " شيئاً

عندما تتولد لديك الرغبة في اكتشاف ذاتك ، أرجو ألا تقعي في الخطأ الذي يسقط فيه كثيرون!!

فكثير من الناس يتصور أنه إذا اكتشف ذاته فإنه سيحدث ثورة في تاريخ الكرة الأرضية !!

وهذا خطأ!!

ليس بالضرورة أن نكون كلنا قادة ومشاهير وأصحاب مشاريع عبقرية وفذة!!

يجب أن يدرك كل منا أن لديه " إضافة" ربما تكون عملاقة وضخمة، وربما تكون بسيطة ويسيرة .. ولكنها في كل الأحوال يجب أن يكون لها وجود لأنها ستدفع عجلة الخير للأمام ولو خطوة واحدة ثم يأتي آخرون فيستكملون التقدم خطوة أخرى .. وهكذا ..

كثير منا قد فهم معنى " التغيير" فهماً خاطئاً، فتصورنا أن " التغيير " يحدث بشكل ثوري عاجل فوري مفاجىء!!! وهذا غير صحيح ..

فالتغيير هو:

أن تضيف شيئاً مستكملاً ما بدأه آخرون ..

ثم يأتي آخرون من بعدك ليستكملوا ما بدأته ..

وأعود إليك لأقول:

· ربما تكتشفين في نفسك حباً للغة الإنجليزية وتفوقاً فيها .. ليس بالضرورة أن يكون حلمك هو أن تنشئي جامعة لتعليم الناس اللغة الإنجليزية، وأن تؤسسي مركزاً بحثياً للترجمة، ولكن يمكن أن يكون حلمك هو أن تكوني أستاذة للغة الإنجليزية متميزة، وأن تتقي الله في طلابك وأن يتخرج على يديك كل عام العشرات ممن يجيدون هذه اللغة لعل أحدهم أو بعضهم يستكمل أحلامك وخطواتك ...

· وربما تكتشفين في نفسك تفوقاً في الأعمال الاجتماعية فليس بالضرورة أن يكون حلمك هو

" إنشاء" مؤسسات اجتماعية وخيرية ضخمة، ولكن يمكن أن تخططي لأن تكوني " عضواً نشيطاً " في إحدى المؤسسات الموجودة بالفعل ..

· وربما تكتشفين في نفسك حباً للأعمال الفنية، فليس بالضرورة أن تحلمي ببناء قصر للفنون، ولكن يمكن أن تكوني فنانة مبدعة، وأن تعلمي هذه المهارة لأصحاب المواهب في الدائرة المحيطة بك ...

· لم أقصد بهذه الرسالة وبهذا المعنى أن أضع سقفاً منخفضاً لأحلامك، ولكني فقط قصدت أن أقول:لا تحقرنّ من المعرفة شيئاً

أو:

لا تحقرنّ من (القدرات ) والأعمال شيئاً

وأن الأعمال البسيطة .. مع التنمية والتخطيط يمكن أن تكون فرصة للتدريب والممارسة فتتطور لأعمال أكبر وأضخم مع الوقت ..

وإما أن تتوقف عند هذا الحد البسيط – إن كانت قدراتك لا تسمح بأكثر من هذا – ثم يأتي آخرون ليستكملوا ما بدأته وتكون أعمالهم في ميزان حسناتك يوم القيامة ..

أنا أريد أن تكون قدماك على الأرض ورأسك في السماء!!

شىء جميل أن تكون أحلامك "عملاقة" ..

ولكن بشرط

ألا تضع هذه الأحلام جداراً من الإحباط والاكتئاب يحول بينك وبين الأحلام " البسيطة " التي قد تكون - غالباً - هي الطريق لتحقيق الأحلام " العملاقة "!!

مرة أخرى ..

لا تحقرنّ من القدرات والأعمال شيئاً